*((فتافيـــت السكـــــــــــر))*

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منور يا زائر


    ثقافة الانتقاد والتجريحْ..!

    the gold girl
    the gold girl
    فتفوتى اصيل
    فتفوتى اصيل


    عدد الرسائل : 363
    العمر : 29
    الدولة : ثقافة الانتقاد والتجريحْ..! Female31
    الهواية : ثقافة الانتقاد والتجريحْ..! Bahaha10
    المهنة : ثقافة الانتقاد والتجريحْ..! Broadc10
    تاريخ التسجيل : 06/11/2008

    اعلان ثقافة الانتقاد والتجريحْ..!

    مُساهمة من طرف the gold girl السبت ديسمبر 06, 2008 11:25 am

    عندما تُطيل النّظر حولك، تجد أنّ ثقافة الانتقاد
    موجودة منذُ بدأ اللهُ سبحانه هذهِ الخليقة، عندما انتقد إبليس آدم عليه
    السلام في عدم الأكل من الشجرة المُحرمة، فهو ليس أمرا مستحدثا أو حديثُ
    عهدِ بنا، ولكن التعامل الإيجابي معهُ هو ما يهمنا.

    أن تكونَ كاملاً يعني أنّك تضرب في عُنق المستحيل ولا تقتله !

    كلنا يعرف أنّ الكمال لله وحده وأنّ الكل بلا شكْ يسعى للوصول إلى هذهِ
    المرحلة سواء بينه وبينَ نفسه أو أمام الناس! فإذا كنّا نعتقد ذلك.. وأنّ
    لا أحد منّا نتيجة لهذا مُنزه عن الخطأ.. عندها يمكننا أن نغفر ونُسامح
    ونسمح للعمل أن يمر بدون أن يُدقق ويكبر بالمجهر، عندها يمكننا أن نتعامل
    مع الأخطاء بروية ورحمة.

    ولكن، عندما يتطور الأمر إلى مرحلة "مجرد انتقاد" والحكم على الأشخاص، أو
    إطلاق أحكام مُسبقة أو سريعة وطبعاً كلها عشوائية.. هُنا نقع في فوهة
    بُركان المشكلة.

    ثقافة الانتقاد أدت مؤخراً في مجتمعنا إلى هذهِ المرحلة التي لا يوجد وصف
    سيئ يليق بها، فهوَ أمر انتشر للأسف وصار يُصبّ في قوالب ويُرقم بأرقام.

    ثقافة الانتقاد أدت إلى أن يكون الفرد عندنا في أريحيته عندما يجلس على
    كرسيّ له في أحد المقاهي، ويبدأ وبكل ثقة وبدون مجال للشك أو التشكيك أو
    النقاش في إطلاق صفات على الأشخاص أو ضمّ بعضهم إلى مجموعات معينة.

    على سبيل المثال، في حقبة من الزمن كان يُوصف أي شاب يلبس الجينز
    والتيشيرت بـ"الخكري" وأي فتاة تضع العباءة على الكتف بـ"الفاسدة
    أخلاقياً".. هكذا، ببساطة وبدون حتى القيام بعناء التفكير بالأمر، هل هو
    صحيح أم خطأ، هل هوَ مجرد وهم أم واقع. وبدون حتى أن ينظر إلى مشاعر الشخص
    الذي لُصقت بهِ هذهِ التهمة هل هُو بريء منه أم لا.

    وعندما تُناقش مثل هؤلاء الذين يجدون سهولة كبيرة في إطلاق أحكام مطلقة
    على العالم بدون أدنى تردد، أن الخير يخصّ والشرّ يهمْ. والأمثلة تطول
    والقائمة لا تنتهي.

    كن مؤمناً أنّ النقد إن لم يكن منطقياً ومعقولاً فهو يرتبط بالجرح.. لذلك
    يُقال: نقد جارح ونقد بنّاء! فهو يُغرس في النفس ويدميها، فهو كالملح يُذر
    فوق الجروح الغائرة، فهو الوجع الذي يصل الدماغ كـالسيف القاطع.

    قبل أن تعمد إلى رؤية أخطاء الآخرين، التفت إلى عيوبك أولاً، فبالتأكيد
    أنتَ لستَ براء منها، حاول تعرية نفسك أمام مرآة واقعك.. أمام محيطك، حاول
    أن تجد أخطائك بنفسك. فذلك سيجعلكَ أكثر قوة وأكثر منطقية في انتقاد الغير.

    يقال إن سقراط كان جالساً ـ ذات يوم ـ مع أحد تلاميذه على حافة بركة فيها ماء راكد، فقال سقراط لتلميذه: ما هذه البركة؟

    قال التلميذ: إنه الماء.

    إلا أن سقراط بدأ يستدل له أن ذلك ليس ماء، وأورد عشرات الأدلة على ما ذهب
    إليه. واستسلم التلميذ لأستاذه رغم قناعته بعكس ما قال. غير أن سقراط مد
    يده إلى البركة، واغترف كفاً من الماء، ثم رماه في البركة، وقال لتلميذه:
    هذه الحقيقة أكبر دليل لك على أنه ماء، وأن ما ذهبت إليه ليس صحيحاً.

    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء أكتوبر 02, 2024 8:26 am