*((فتافيـــت السكـــــــــــر))*

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منور يا زائر


    تعليم الأبناء قيمة العفو!

    the gold girl
    the gold girl
    فتفوتى اصيل
    فتفوتى اصيل


    عدد الرسائل : 363
    العمر : 29
    الدولة : تعليم الأبناء قيمة العفو! Female31
    الهواية : تعليم الأبناء قيمة العفو! Bahaha10
    المهنة : تعليم الأبناء قيمة العفو! Broadc10
    تاريخ التسجيل : 06/11/2008

    اعلان تعليم الأبناء قيمة العفو!

    مُساهمة من طرف the gold girl السبت ديسمبر 06, 2008 10:59 am


    ليس هناك أدل من مقولة "العفو من شيم الكرام"، على أن هذه القيمة
    الأخلاقية متى ما تمتع بها الفرد فإنه يعني أن نفسه مطمئنة ومؤمنة بأن حقه
    عند الله لن يضيع وليس أشمل من ارتباط العفو باسمه تعالى وذلك في قوله
    تعالى: {وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} و{وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
    وقد ارتبط العفو بالكرم؛ لما فيه من بذل وعطاء فالذي يصفح عمن أساء إليه
    والذي يعفو عمن ظلمه فهو يتنازل عن حقه في الأخذ بثأره، وهذا مثال بسيط
    تتنزل عليه كل الأمور الكبرى الأخرى. ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي
    يتمتع أفراده بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الطيبة هو المجتمع القوي
    المنتصر بأخلاقه ومن الصعب اختراقه والتأثير عليه تأثيراً سيئاً. ذلك غير
    ما نراه في نماذج المجتمعات التي تحمل صفات سيئة وأفرادها تسود بينهم
    الضغينة والكراهية والانتقام والأخلاق السيئة؛ فهذه تعكس لنا مجتمعاً
    فاشلاً وضعيفاً ويسهل التأثير عليه وتفكيكه.

    وما هو مطلوب من المجتمع من أخلاق حميدة، يجب أن تتحلى به الأسرة أولاً
    لأنها هي النواة الرئيسية لتكوين المجتمع، ولكي نحصل على أسرة قويمة لا بد
    أن نغرس هذه القيمة في نفوس أفرادها وإعدادهم كي يحملوا الصفات الحميدة
    منذ صغرهم، ومن أجمل هذه الصفات الحميدة، قيمة العفو. فيجب تعليم الأطفال
    وتعويدهم على العفو وعدم إثارتهم على زملائهم في المدرسة مثلاً أو الحي،
    مع التركيز على أن العفو لا تأتي معه مذلة؛ بل يأتي عندما يكون الشخص
    قادراً عليه وفي نفس الوقت قادراً على الأخذ بحقه، وهذا يعني أن جانبه قوي
    وليس ضعيفاً.

    ويجب تذكير الأبناء بالاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في
    معاملته لصحابته وهديه لهم؛ فهو خير دليل إلى طريق الصلاح. وقد ركز الرسول
    صلى الله عليه وسلم على العفو في أحاديثه، فعن أنس رضي الله عنه قال: "سأل
    رجل رسول الله عن حسن الخلق، فتلا قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
    بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف، 99)، ثم قال صلى
    الله عليه وسلم: "هو أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك".

    من هذا الهدي النبوي يفهم الأبناء أن العفو هو إسقاط للحق بالرضا جوداً
    وتسامحاً وإيثاراً، فهم يتركون الانتقام لا عجزاً منهم ولا خوفاً ولا ذلاً
    لأنفسهم؛ وإنما لفهمهم أن ما عند الله أبقى. وبذا يكونون وضعوا أيديهم على
    أهم أصول التعامل مع الآخرين، وهي أصول متينة بلا شك؛ ويكونوا قد حققوا
    قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
    بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
    كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت (34)، وقوله تعالى: {وَعِبَادُ
    الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا
    خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} الفرقان (63).

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء أكتوبر 02, 2024 10:21 am